الخلفية الحضارية للكتاب المقدس - العهد القديم 1،2
اختلف مفسرو الكتاب المقدس في توجهاتهم التفسيرية، ولذلك نجد شروحات مختلفة ومتباينة للكتاب المقدس مما يربك القراء في كثير من الأحيان.
والكثير من المفسرين ساروا على هذا النهج لأنهم اتَّبعوا أسلوبًا واحدًا في التفسير وهو الاعتماد الكلي على القرائن الداخلية للكتاب المقدس خاصة في العهد القديم والنظريات اللاهوتية المتباينة، ولم ينظروا إلي خارج الكتاب في المجتمع اليهودي واليوناني والروماني وحضارات الشرق الأدنى القديم في ذلك الزمان الذي كتبت فيه وله رسائل أسفار العهد القديم. ولذلك كان من المهم أن يتعرف القراء على الخلفيات الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية مع التقاليد والعادات لهذه المجتمعات. وبذلك استطاع كُتَّاب العهد القديم بإرشاد الروح القدس ومعرفة الظروف المحيطة أن يكتبوا أسفار العهد القديم بلغة يفهمها ذلك العصر وكل العصور اللاحقة بحسب التغيرات التي تحدث في المجتمعات، مع الاحتفاظ بالمضمون المقصود.
ولم يكن من السهل على مؤلف هذا المجلد الذي بين يدي أن يتعرَّف على كل الخلفيات والتراث الثقافي لتلك المجتمعات في ذلك الزمن منذ آلاف الأعوام، لولا بحثه الدؤوب في كل المكتبات في أنحاء العالم. والمؤلف قصد في هذا المجلد أن يشرح الآيام المختلفة ببساطة ووضوح للقارئ العادي لكي يستوعب القصد الحقيقي للروح القدس وراء كتابة كل آية.