شهوات الخطية و إماتة الجسد
علينا أن نعرف قلوبنا، وميولنا الطبيعية، وشهواتنا، ومفاسدنا، وضعفاتنا الروحية التي تهاجمنا. وقد قال مخلصنا لاثنين من تلاميذه: "لستما تعلمان من أي روح أنتما!" (لوقا 9: 55). لقد كان عندهما طموح ورغبة في الانتقام. فلو عرفا ذلك، لانتبها لنفسيهما. ويخبرنا داود أنه يلاحظ طرقه ويتحفظ لنفسه من الإثم الذي يهدده (مزمور 18: 23).
إن معرفة الإنسان لنفسه ميزة، لأن التجربة غالبًا ما تكمن في الميل الطبيعي للإنسان وفي شخصيته. فقد يكون المرء مثلاً: رقيقـًا، هادئـًا، مرنـًا، ويمكن لهذه الصفات أن تشكل فضيلة عظيمة. ولكن إن لم يراقبها المرء، يمكن أن تتحول أيضًا إلى مصادر للكثير من التجارب. والبعض يتصفون بالاستباحة، أو التجهم، أو التهور، بحيث يكمن في أعماقهم الحسد، أو الخبث، أو الأنانية، أو الغضب غير المنضبط، أو الأفكار السلبية عن الآخرين، أو الضجر. وهم نادرًا ما يأخذون خطوة دون أن يقعوا في التجربة. ولكن البعض الآخر يتصفون بشدة الحماسة.
"شهوات الخطية وإماتة الجسد"
- جون أوين