إن الفكرة لكتاب مبني على الشبه، جذبتني، وذلك لأني أقدِّر كثيرًا التجانس بين العالم الطبيعي والعالم الروحي. فهناك مؤمنون كثيرون تركوا العالم الطبيعي لعلوم الطبيعة والكيمياء والأحياء والأرض. وفي المقابل، حاول براند وضع العالمين الطبيعي والروحي متقابلين معًا مرةً أخرى.
وفيما كنت أعمل على هذه المادة المكتوبة، كان لديَّ إحساس بالصراع مع كتب مختلفة دفعة واحدة. لقد أردت الإمساك بجوهر ملاحظات دكتور براند الحياتية الطبية الاختبارية، وذلك عبر ثلاث قارات مختلفة. هذا بالإضافة إلى أملي في توصيل التقدير للجسم البشري بوضع الحقائق الطبية في أسلوب شائق. وبالطبع، فإن اللب الحقيقي لهذا الكتاب يقع في تطبيقه روحيًّا، وبالاستعانة بالمشابهات التي يُعبّر عنها أحيانًا بالنقمة، وأحيانًا بالشكر، وأحيانًا بالتحريض نبويًّا.

كانت بداية الكتاب صعبة، فقد انسحب الناشر الأول، ولكن بعد وصول كتاب “مصنوعون بعجب ورهبة” إلى المطبعة في عام 1980، كنت أنا ود. براند وكذلك الناشر ننتظر النتائج ببعض التخوف، فقد كان كتابًا من الصعب شرحه وتقديمه. كانت هناك قلة من الكتب المشابهة موجودة، ولذلك لم نتنبأ برد فعل الجمهور.

وبعد أكثر من عشرين عامًا، اقتنى حوالي سبعمائة ألف قارئ نسخًا من كتاب “مصنوعون بعجب ورهبة” أو المكمِّل له “على صورته”. كما سمعنا العديد من السيدات الحوامل يشكرننا على مساعدتهن لتقدير معجزة الحياة والولادة؛ وطلبة الطب يقدرون هذه الكتب التي دفعتهم للمسيرة الطبية؛ ومدرسي الأحياء في المدارس الثانوية والكليات الذين يستخدمون مقتطفات في فصولهم؛ ومن قراء آخرين كثيرين يشكروننا على إتاحة الفرصة للتوقف والتأمل أمام عجائب الجسم البشري المتعددة.
... لقد حظيت بالعديد من الأشخاص لكي أعمل معهم: عالم الخليقة كله وبالأخص عظمة الجسم البشري؛ وحياة ثرية لجراح جلب الشفاء لأناس لم يتعرفوا إلى الألم الجسدي ومن ثم العناء الكثير، وسر جسد المسيح وهو بلا شك أثمن ما صنعه الله مستأمنًا السمعة الإلهية لمشابهتنا ، فينا نحن التابعين الضعفاء.