رسائل بولس الرسول - المحاضرة الثالثة
في هذه المحاضرة سيتم دراسة مقدمة لرسالتي بولس الرسول الى اهل تسالونيكي..
أن لهذه الرسالة أهمية خاصة كشهادة عن مضمون الإنجيل في عصوره الأول، فقد كتبت الرسالة - المعترف من الجميع بصحتها - في عام 48 م كما يقول هارناك " (Harnack)، وفي عام 53 م كما يقول " زاهن " (Zahn). ويبدو أن هذين التاريخين يمثلان حال الفترة التالي كتبت فيها أي أنها كتبت فيما بين 48; 53 م. فيحق لنا أن نقول بكل ثقة أن لنا فيها وثيقة لا يمكن أن تكون قد كتبت بعد اكثر من 24 سنة أن لم يكن اقل من 19 سنة من صعود المسيح.
أهمية دراسة الرساليتين الأولى والثانية معا : يجمع الذين يتمسكون بان بولس هو كاتب الرسالة على انه كتبها بعد وقت قصير من كتابته لرسالته الأولى. أننا ببساطة تذكرة طبية ثانية لنفس الحالة الأولى، كتبت بعد اكتشاف عدم تجاوب بعض الأغراض العنيدة للعلاج الأوثان. لذلك يجب دراسة الرسالة الثانية في ضوء علاقتها بالأولى، لا يمكن فهم الرسالة الثانية تماما، بفهم الرسالة الأولى والأوضاع التي تشير إليه. كما أن حل مشكلة ما إذا كان بولس هو كاتب الرسالة الثانية، يعتمد كثيراً على معرفتنا بالرسالة الأولى. ولولا علمنا بالإضافة قبل كتابتها، كان قد استخدم الأساليب اللبقة الرقيقة للعلاج كما نراها في الرسالة الأولى، لكان من الصعب الاعتقاد بالإضافة هو نفسه كاتب الرسالة الثانية. انه كما لو دخل شخص إلى غرفة مريض ورأي الطبيب يلجأ إلى أساليب أقوى نوعاً في العلاج، فيكون لدى هذا الشخص استعداد للحكم الصائب على العلاج متى علم بتاريخ الحالة وأساليب العلاج اللطيفة التي جربت أولا دون جدوى.