علم التفسير - الفصل الاول (التفسير - مقدمة) محاضرة
يقترب المفسر من الكتاب المقدس وهو محمَّل بكثير من الافتراضات والأفكار الشخصية المسبقة، إلا أن الاتضاع السليم، والاتكال على الروح القدس، والرغبة في معرفة الحق كلها أمور تساعد المفسر على اكتشاف الحق. ومع هذا قد لا يكون المفسِّر المخلِص محقًا على الدوام في كل تفسيراته. وقبل أن نتأمل مؤهلات المفسر، لنقرأ ما قاله مرةً جون ويسلي: "قد تنازل الله ليفسح لي الطريق المؤدي إليه، ومن أجل هذه الغاية أتى من السماء. وقد سجل هذا في كتاب؛ فاعطني إياه بأي ثمن، فقط أعطني كتاب الله." أما توم ستلر، Tom Steller، في مقدمته لكتيب لجون بايبر، Piper، حول التفسير الاستدلالي للكتاب المقدس قال: "إن الكتاب المقدس مكلِّف: كتبه الكثيرون من الأمناء الشهداء الذين عانوا من أجله آلامًا شديدة. وقد حُفِظ الكتاب ونُقل من جيل إلي جيل بمجهودات مضنية. أيضًا، من أجل ترجمته إلي آلاف من لغات الشعوب، مات الكثيرون مضحين بالوقت، والجهد، والمال. إن الكتاب هو خزانة الفرح المقدس. ومنه فقط، نتعلم ما علَّمه الرسل عن الذبيحة النهائية لابن الله، وعن عظمة الله التي تسمو على كل الأشياء، وعن ما يطلبه الآب المحب صاحب كل سلطان من أولاده المتكلين عليه ... نحن في حاجة لأن نكون مفسرين حريصين لكلمة الله. يجب أن نعترف بحاجتنا إلي المعونة التي بدونها قد نموت، فما أن نُترَك لأنفسنا، أو لمنطقنا البشري العاجز، تتدهور حالتنا إلي حدٍ ميئوس منه. ما أحوجنا لإعلان سامٍ من فوق، حيث موضع حياتنا الأبدية؛ نحن في حاجة إلي الإيمان والثقة في صلاح سيادة مؤلِّف الكتاب؛ لأن الإيمان لا يحررنا فقط لنوال ما يقودنا إليه الكتاب، بل يدفعنا إلي طاعة ما يقوله لنا الكتاب ... نحتاج أن نتعلم القراءة بطريقة واعية تليق بقَدْرِ ومكانة الكتاب."